مقدمة كتاب تهافت الديمقراطيين للشيخ ابي عبدالرحمن الشنقيطي


مقدمة كتاب – تهافت الديمقراطيين – للشيخ ابي عبدالرحمن الشنقيطي أنقلها هنا لفوائد جمعتها وأنصح الجميع بقراءة الكتاب فهو موجود على منبر التوحيد والجهاد

________________________________________________

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، فاستنار به الكون و اتضح به الصواب، وهدي الله به من آمن وخضع له وأناب، وأضل به من جادل بالشبه وخالطه الشك واستراب .

وأصلي وأسلم على سيدنا محمد الشفيع المشفع المجاب، صاحب المقام المحمود و الكوثر العباب، وعلى آله وأزواجه والأصحاب .

أما بعد: فقد قال عليه الصلاة والسلام ” تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ ” الموطأ

وإن من الغريب المريب أن تكون نصوص الوحي القطعية ومباديء الدين الأصلية محل أخذ و رد، وجذب وشد بين المسلمين!

ومن الغريب المريب أن تصرف الشعوب المسلمة عن كتاب ربها وسنة نبيها باسم مصالح موهومة وآراء مزعومة.

فأين الإعتصام بحبل الله المتين ؟

وأين العض على سنة خاتم المرسلين ؟

 ولكنها فتن يرقق بعضها بعضا ..فتن يحار فيها اللبيب، ويضل فيها العليم!

و من أعظم الفتن في هذا الزمان، فتنة عبادة الهوي والطغيان، المسماة بالديمقراطية وحرية الإنسان ..

وكيف لا ..والديمقراطية ابتداع في الدين ..

والديمقراطية اتباع لسنن الكافرين..

 والديمقراطية خروج على شريعة رب العالمين ..

والديمقراطية تفريق بين المسلمين ..

والديمقراطية تحكيم للسفهاء والجاهلين ..

 فتنة يعبد فيها غير الله، ويحتكم فيها إلى غير شرع الله، ويخضع الناس فيها للشعب وهواه!

شرك فاضح وضلال واضح كالشمس في رابعة النهار، فكيف يرضى به المسلمون ؟

ومما زاد في المحنة وضاعف البلاء، أن تنبري طائفة من المنتسبين إلى الدعوة لا هم لها إلا الترويج لهذا الغثاء!

فكان من أعظم القربات في الدين، التصدي لهؤلاء الفاتنين، والتحريض على التمسك بكتاب الله المبين، ونبذ البدع المحدثة، وضلالات المفترين.

قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى:

 (ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين. حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك، أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل.

فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم، من جنس الجهاد في سبيل الله، إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، ) اهـ .

وقد أباح الله –بل أوجب – التصدي لكل من كان له خطر على الدين، فتعين فضحه والإشادة بأمره حتى لا يضل الجاهلين.

قال القاضي عياض في (الشفا) مبينا الأحوال التي يجوز فيها حكاية الأقوال المكفّرة كسَبّ النبي صلى الله عليه وسلم:

 (فإن كان القائل لذلك ــ أي للسبّ ــ ممن تصدى لأن يؤخذ عنه العلم أو رواية الحديث أو يُقطع بُحكمه أو شهادته أو فتياه في الحقوق، وَجَب على سامعه الإشادة بما سمع منه والتنفير للناس عنه، والشهادة عليه بما قاله، ووجب على من بَلَغَه ذلك من أئمة المسلمين إنكاره وبيان كُفره وفساد قوله، لقطع ضرره عن المسلمين وقياما بحق سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.

وكذلك إن كان ممن يعظ العامة أو يؤدب الصبيان، فإن مَنْ هذه سريرته لا يؤمن على إلقاء ذلك في قلوبهم، فيتأكد في هؤلاء الإيجاب لحقّ النبي صلى الله عليه وسلم، ولحقّ شريعته، ).

هذا..ولما رأيت أنصار الديمقراطية قد رفعوا عقيرتهم معلنين بالفساد، أيقنت أن من الواجب تبيين ضلالهم وتعرية شبهاتهم حتى يستبين الغي من الرشاد، فبادرت إلى هذا الرد على بعض الشبهات سائلا من الله العون والسداد.

وسميته “تهافت الديمقراطيين” راجيا من الله أن يكون من أسباب سقوط منهجهم وتهافته في البلاد .

قال ابن فارس: التهافت التساقط شيئا بعد شيء وقال الجوهري التهافت التساقط قطعة قطعة .

و قال في لسان العرب التهافت التساقط كتساقط الفراش في النار وأكثر ما يستعمل في الشر .

وأسأل الله تعالى العون والسداد .

أبو عبد الرحمن الشنقيطي

أضف تعليق