كلمة وتفريغ – هذا وعد الله – إعلان قيام الخلافة الإسلامية للشيخ المجاهد ابي محمد العدناني حفظه الله


مشاهدة الكلمة الصوتية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مؤسسة البتَّار الإعلامية

قسم التفريغ والنشر

يقدم

.

. تفريغ الكلمة الصوتية

:: “هذا وعد الله” ::


للشيخ المجاهد : أبي محمد العدناني الشامي – حفظه الله –
المتحدث الرسمي للدولة الإسلامية 

ـــــــــــــ«»ــــــــــ


بسم الله الرحمن الرحيم
مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي 
تقدم: 
كلمة للشيخ المجاهد “أبي محمد العدناني الشامي”،
المتحدث الرسمي للدولة الإسلامية، حفظه الله.
بعنوان: 
“هذا وعد الله”.
****


الحمد لله القوي المتين، والصلاة والسلام على مَن بُعِث بالسيف رحمة للعالمين، أما بعد:
فقال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ *}، [النور: 55]، استخلاف وتمكين وأمن، وعد مِن الله للمسلمين مذخور، ولكن على شرط: {يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}، [النور: 55]، إيمان بالله وابتعاد عن مداخل الشرك وألوانه، مع استسلام لأمر الله في الكبيرة والصغيرة وطاعة؛ طاعة تجعل الهوى والشهوة والميل تبعًا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتحقق ذلك الوعد إلا بهذا الشرط؛ فبه تكون القدرة على العمارة والإصلاح، ورفع الظلم، وبسط العدل، وتحقيق الأمن والطمأنينة، به فقط يكون الخليفة الذي أخبر به الله عز وجل عنه الملائكة، وبدون ذلك الشرط: يبقى السلطان مجرد ملك وغلَبة وحكم، يصاحبه هدم وإفساد وظلم وقهر وخوف، وانحدار بالبشر وانحطاط إلى مسالك الحيوان، تلك حقيقة الاستخلاف، الذي مِن أجله خلقنا الله، ليست مجرد الملك والقهر والغلبة والحكم، وإنما هي تسخير ذلك كله، واستخدامه: في حمل الكافّة على ما يقتضيه الشرع؛ في مصالحهم الأخروية والدنيوية، والتي لا تتحقق إلا بتنفيذ أمر الله، وإقامة دينه، والتحاكم لشرعه، وهذا الاستخلاف بهذه الحقيقة: هو الغاية التي لأجلها أرسل الله رسله، وأنزل كتبه، وسُلّت سيوف الجهاد، ولقد أكرم الله تبارك وتعالى أمّة محمد صلى الله عليه وسلم، ومَنّ عليها، وجعل لها الخيرة مِن بين الأمم؛ {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}، [آل عمران: 110]، ووعدها بالاستخلاف؛ ما تمسّكت بإيمانها، وأخذت بالأسباب؛ {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}، [النور: 55]، وجعل لها قيادة العالم وسيادة الأرض، طالما أتت بالشرط: {يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}، [النور: 55]، وجعل لها – سبحانه – العزة؛ {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}، [المنافقون: 8]، نعم؛ إن العزة لهذه الأمة؛ عزة مستمدّة مِن عزة الله تبارك وتعالى، عزة تخالط الإيمان في قلب المؤمن؛ فإذا رسخ الإيمان في القلب واستقر: رسخت معه العزة واستقرت، عزة لا تهون ولا تهين، عزة لا تنحني ولا تلين، مهما عظم الكرب أو اشتد الابتلاء، عزة تليق بخير أمة، أمة محمد صلى الله عليه وسلم، التي لا ترضى بالذل أبدًا، لا ترضى بالخنوع أو الخضوع لغير الله أبدًا، لا ترضى بالبغي، لا ترضى بالظلم؛ {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ *}، [الشورى: 39]، أمة عزيزة كريمة، أمة لا تنام على ضيم، ولا تعطي الدنيّة، ولا ترضى بالدون؛ {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ *}، [آل عمران: 139]، أمة قوية، أمة عزيزة، كيف لا؟، والله ابتعثها؛ لتخرج العباد مِن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، كيف لا؟، والله يمدّها، والله معها، والله يؤيدها، والله ينصرها؛ {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ *}، [محمد: 11]، هذه هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم، التي متى ما صدقت مع الله: أنجز لها وعده.
لقد بعث الله تبارك وتعالى نبينا صلى الله عليه وسلم، والعرب في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء؛ أعرى الناس أجسامًا، وأجوعهم بطونًا، أمة في مؤخرة الأمم، غارقة في الحضيض، لا يُؤبه لها، ولا يُحسَب لها حساب، تخضع بالذل لكسرى وقيصر، وتنقاد لمَن غلب؛ قال تعالى: {وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ *}، [الجمعة: 2]، وقال تعالى: {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ}، [الأنفال: 26]، قال قتادة رحمه الله في تفسير هذه الآية: كان هذا الحي مِن العرب: أذل الناس ذلاًّ، وأجوعه بطونًا، وأَبْيَنَه جهلاً، وأعراه جنونًا، قوم يُؤكَلون ولا يأكلون، مَن عاش منهم: عاش شقيًّا، ومَن مات: تردّى إلى النار، انتهى كلامه رحمه الله.
ولقد دخل وفد مِن الصحابة على كسرى يزدجرد، يوم القادسية، يدعونه، فقال لهم: إني لا أعلم في الأرض أمة: كانت أشقى، ولا أقل عددًا، ولا أسوأ ذاتِ بين منكم، قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي ليكفوناكم، لا تغزوكم فارس، ولا تطمعون أن تقوموا لكم، فأُسكِت القوم، فقام المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، فرد عليه، ومما قال: فأما ما ذكرتَ مِن سوء الحال؛ فما كان أسوأ حالًا منا، وأما جوعنا: فلم يكن يشبه الجوع؛ كنا نأكل الخنافس والجُعلان والعقارب والحيّات، ونرى ذلك طعامنا، وأما المنازل: فإنما هي ظهر الأرض، لا نلبس إلا ما غزلنا مِن أوبار الإبل وأشعار الغنم، ديننا أن يقتل بعضنا بعضًا، وأن يبغي بعضنا على بعض، وإن كان أحد لَيدفن ابنته حية كراهية أن تأكل من طعامه.
فهكذا كان حال العرب قبل الإسلام؛ قبائل مختلفة مفككة، متشرذمين متناحرين، يضرب بعضهم رقاب بعض، يكابدون اجلوع وقلّة ذات البين، وتتخطفهم الناس، فلما أنعم الله عليهم بالإسلام وآمنوا؛ جمع الله بالإسلام شتاتهم، ووحد به صفوفهم، وأعزّهم به بعد الذلّة، وأغناهم به بعد العَيلة، وألّف به قلوبهم؛ فأصبحوا بنعمة الله إخوانًا؛ قال تعالى: {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}، [الأنفال: 63]، فزالت من قلوبهم الأحقاد والأضغان، وتوحّدوا بالإيمان، وأصبحت عندهم التقوى ميزانًا؛ لا يفرّقون بين أعجمي وعربي، ولا بين شرقي وغربي، ولا بين أحمر وأسود، ولا بين فقير وغني، نبذوا القومية ودعوى الجاهلية، وحملوا راية “لا إله إلا الله”، وجاهدوا في سبيل الله بصدق وإخلاص، فرفعهم الله بهذا الدين، وأعزهم بحمل رسالته، وأكرمهم، وجعلهم ملوك الدنيا وسادة العالم.
أمتنا الغالية، يا خير أمة؛ إن الله تبارك وتعالى يفتح على هذه الأمة في سنة: ما لا يفتحه على غيرها في سنين، بل قرون، فقد استطاعوا في خمس وعشرين سنة فقط أن يقضوا على أعظم امبراطوريتين عرفهما التاريخ، وأنفقوا كنوزهما في سبيل الله؛ فأطفؤوا نار المجوس للأبد، وأرغموا أنف الصليب بأحقر عدّة وأقل عدد.
روى ابن أبي شيبة في مصنّفه؛ عن حصين عن أبي وائل قال: جاء سعد بن أبي وقاص حتى نزل القادسية ومعه الناس؛ قال: فما أدري لعلّنا ألا نزيد على سبعة آلاف أو ثمانية آلاف بين ذلك، والمشركون ستون ألف أو نحو ذلك؛ معهم الخيول، فلما نزلوا؛ قالوا لنا: ارجعوا، فإنا لا نرى لكم عددًا، ولا نرى لكم قوة ولا سلاحًا فارجعوا، قال: قلنا: ما نحن براجعين، قال: فجعلوا يضحكون بنبذنا، ويقولون: دوك دوك، يشبهونها بالمغازل.
نعم أمتي!؛ أولئك الحفاة العراة رعاء الشاء، الذين لم يكونوا يعرفون معروفًا مِن منكر، ولا حقًّا مِن باطل؛ ملؤوا الأرض عدلاً، بعدما مُلِئت ظلمًا وجورًا، وملكوا الدنيا قرونًا ، ولم يكن ذلك عن قوة منهم ولا كثرة، ولا رجاحة عقل، كلا، إنما كان ذلك بإيمانهم بالله تبارك وتعالى، واتباعهم هدي رسوله صلى الله عليه وسلم.
يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لا زلتِ خير أمة، ولا زالت لك العزة، ولَتعودنّ لك السيادة، وإن إله هذه الأمة بالأمس: هو إلهها اليوم، وإن الذي نصرها بالأمس: ينصرها اليوم، وآن الأوان!؛ آن لأجيال غرقت في بحار الذل، وارتضعت لبان الهوان، وتسلّط عليها أراذل الناس بعدما طال رقادها في ظلام الغفلة، آن لها أن تنتفض، آن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن تهبّ من رقادها؛ فتنزع عنها ثوب العار، وتنفض غبار الذل والشنار؛ فقد ولى زمان اللطم والعويل، وبزغ بإذن الله فجر العز ِمن جديد، وأشرقت شمس الجهاد، وسطعت تباشير الخير، ولاح في الأفق الظفر، وبدت علامات النصر، وها هي راية الدولة الإسلامية، راية التوحيد: عالية خفاقة مرفرفة، تضرب بظلالها من حلب إلى ديالى، وباتت تحتها أسوار الطواغيت مهدّمة، وراياتهم منكّسة، وحدودهم محطّمة، وجنودهم ما بين مقتولة ومأسورة ومهزومة مشرذمة، والمسلمون أعزّة، والكفار أذلّة، وأهل السنّة سادة مكرّمون، وأهل البدعة خاسئون خانسون.
تُقام الحدود؛ حدود الله كل الحدود، وقد سُدّت الثغور، وكُسرت الصلبان، وهُدّمت القبور، وفُكّت الأسارى بحد السيف، والناس في ربوع الدولة منتشرون في معاشهم وأسفارهم، آمنين على أنفسهم وأموالهم، وقد عُيّنت الولاة، وكُلّفت القضاة، وضُربت الجزية، وجُبِيت أموال الفيء والخراج والزكاة، وأُقيمت المحاكم؛ لفض الخصومات ورفع المظالم، وأُزيلت المنكرات، وأُقيمت في المساجد الدروس والحلقات، وصار بفضل الله الدينُ كله لله، ولم يبقَ إلا أمر واحد؛ واجب كفائي، تأثم الأمة بتركه، واجب منسيّ، ما ذاقت الأمة طعم العزة منذ أن ضُيّع، حلم يعيش في أعماق كل مسلم مؤمن، أمل يرفرف له قلب كل مجاهد موحّد؛ ألا وهو الخلافة!، ألا وهو الخلافة!، واجب العصر المضيّع؛ قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}، [البقرة: 30]، قال الإمام القرطبي في تفسيره: هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة؛ يُسمَع له ويُطاع؛ لتجتمع به الكلمة، وتُنفّذ به أحكام الخليفة، ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة، ولا بين الأئمة، إلا ما رُوي عن الأصم؛ حيث كان عن الشريعة أصمًّا، انتهى كلامه رحمه الله.
وبناء عليه؛ اجتمع مجلس شورى الدولة الإسلامية، وتباحث هذا الأمر، بعد أن باتت الدولة الإسلامية بفضل الله تمتلك كل مقوّمات الخلافة، والتي يأثم المسلمون بعدم قيامهم بها، وأنه لا يوجد مانع أو عذر شرعي لدى الدولة الإسلامية؛ يرفع عنها الإثم في حال تأخرهها أو عدم قيامها بالخلافة؛ فقررت الدولة الإسلامية، ممثّلة بأهل الحل والعقد فيها؛ مِن الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى:
“إعلان قيام الخلافة الإسلامية”، 
وتنصيب خليفة للمسلمين، ومبايعة الشيخ المجاهد، العالم العامل العابد، الإمام الهمام المجدد، سليل بيت النبوّة، عبد الله: إبراهيم بن عواد بن إبراهيم بن علي بن محمد، البدري القرشي الهاشمي الحسيني نسبًا، السامرائي مولدًا ومنشأً، البغدادي طلبًا للعلم وسكنًا، وقد قبل البيعة؛ فصار بذلك إمامًا وخليفة للمسلمين في كل مكان، وعليه: يُلغى اسم “العراق والشام” مِن مسمّى الدولة في التداولات والمعاملات الرسمية، ويُقتصر على اسم “الدولة الإسلامية” ابتداء مِن صدور هذا البيان.
وننبّه المسلمين: أنه بإعلان الخلافة؛ صار واجبًا على جميع المسلمين مبايعة ونصرة الخليفة إبراهيم حفظه الله، وتبطل شرعيّة جميع الإمارات والجماعات والولايات والتنظيمات، التي يتمدد إليها سلطانه ويصلها جنده، قال الإمام أحمد رحمه الله، في رواية عبدوس بن مالك العطار: ومَن غلب عليهم بالسيف؛ حتى صار خليفة، وسُمّي أمير المؤمنين: فلا يحل لأحد يؤمن بالله أن يبيت ولا يراه إمامًا، برًّا كان أو فاجرًا.
وإن الخليفة إبراهيم حفظه الله: تتوفر فيه جميع شروط الخلافة التي ذكرها أهل العلم، وقد بُويع في العراق مِن قبل أهل الحل والعقد في الدولة الإسلامية، خلفًا لأبي عمر البغدادي رحمه الله، وقد امتد سلطانه على مناطق شاسعة في العراق والشام، وإن الأرض اليوم: تخضع لأمره وسلطانه مِن حلب إلى ديالى، فاتقوا الله يا عباد الله، واسمعوا وأطيعوا لخليفتكم، وانصروا دولتكم؛ التي تزداد كل يوم بفضل الله عزة ورفعة، ويزداد عدوها انحسارًا وانكسارًا. 
فهلموا أيها المسلمون!؛ التفّوا حول خليفتكم؛ لتعودوا كما كنتم أبد الدهر؛ ملوك الأرض، فرسان الحرب، هلموا لتعيشوا أعزة كرماء، سادة شرفاء، واعلموا أننا نقاتل عن دين وعد الله بنصره، وأمة جعل الله لها العزة والرفعة والسيادة، ووعدها بالاستخلاف والتمكين، هلموا أيها المسلمون إلى عزكم، إلى نصركم؛ فو الله لئن تكفروا بالديمقراطية والعَلمانية والقومية، وغيرها مِن زبالات الغرب وأفكاره، وتعودوا لدينكم وعقيدتكم؛ فو الله وتالله: لَتملكنّ الأرض، ولَيخضعنّ لكم الشرق والغرب، هذا وعد الله لكم، هذا وعد الله لكم؛ {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ *}، [آل عمران: 139]، هذا وعد الله لكم؛ {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ}، [آل عمران: 160]، هذا وعد الله لكم؛ {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ *}، [محمد: 35]، هذا وعد الله لكم؛ {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}، [النور: 55]، فهلموا إلى وعد ربكم؛ {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ *}، [آل عمران: 9].
ورسالة إلى الفصائل والجماعات على وجه الأرض كافّة، المجاهدين، والعاملين لنصرة دين الله، والرافعين الشعارات الإسلامية، فإلى القادة والأمراء نقول: اتقوا الله في أنفسكم، اتقوا الله في جهادكم، اتقوا الله في أمتكم؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، [آل عمران: 102، 103].
إننا والله لا نجد لكم عذرًا شرعيًّا في التخلّف عن نصرة هذه الدولة؛ فقفوا موقفًا يرضى به الله تبارك وتعالى عنكم، لقد انكشف الغطاء، وظهر الحق، وإنها الدولة، إنها الدولة!؛ دولة للمسلمين، للمستضعفين، لليتامى والأرامل والمساكين، فإن نصرتموها: فلأنفسكم، وإنها الخلافة، وآن لكم أن تنهوا هذا التشرذم والتشتت والتفرّق المقيت، الذي ليس مِن دين الله في شيء، وإن خذلتموها أو عاديتموها: فلن تضروها!، لن تضروا إلا أنفسكم!، وإنها الدولة!؛ دولة المسلمين، وحسبكم بما روى البخاري رحمه الله؛ عن معاوية رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن هذا الأمر في قريش؛ لا يعاديهم أحد إلا كبّه الله على وجهه، ما أقاموا الدين”.
وأما أنتم يا جنود الفصائل والتنظيمات؛ فاعلموا أنه بعد هذا التمكين وقيام الخلافة: بطلت شرعية جماعاتكم وتنظيماتكم، ولا يحل لأحد منكم يؤمن بالله: أن يبيت ولا يدين بالولاء للخليفة، ولئن وسوس لكم أمراؤكم أنها ليست خلافة؛ فلطالما وسوسوا لكم أنها ليست دولة، وأنها وهمية كرتونية، حتى أتاكم نبأها اليقين، وأنها الدولة، ولَيأتينّكم نبأها أنها الخلافة بإذن الله ولو بعد حين، واعلموا أنه ما أخّر النصر ولا يؤخّره شيء أكثر مِن وجود هذه التنظيمات؛ لأنها سبب الفرقة والاختلاف المُذهِب للريح، وليست الفرقة مِن الإسلام في شيء؛ {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}، [الأنعام: 159]، واعلموا أن أمراءكم لن يجدوا لصدّكم عن الجماعة والخلافة وهذا الخير العظيم: إلا عذرَين باطلَين واهنَين؛
الأول: هو نفس ما يتهمون به الدولة سابقًا؛ بأنها دولة خوارج، وغيرها مِن التهم التي ظهر بطلانها، وبان زيفها في المدن التي تحكمها الدولة.
والثاني: أن أمراءكم سيمنّون أنفسهم ويمنّونكم أنها مجرد هبّة ستنطفئ، وزوبعة عارضة لن تدوم، ولن تسمح أمم الكفر ببقائها، وسيجتمعون عليها حتى تزول سريعًا قريبًا، وينتهي مَن ينجو مِن جنودها: إلى رؤوس الجبال، وبطون الوديان، وأعماق الصحراء، وغياهب السجون، ونعود حينها إلى جهاد النخبة، ولا طاقة لنا بجهاد النخبة، بعيدًا عن الفنادق والمؤتمرات، لا طاقة لنا بجهاد النخبة، ونريد أن نقود الأمة في جهاد الأمة!.
ألا تبًّا لأولئك الأمراء!، وتبًّا لتلك الأمة التي يريدون جمعها؛ أمة العَلمانيين والديمقراطيين والوطنيين، أمة المرجئة والإخوان والسرورية؛ {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا *}، [النساء: 120]، وإنها بإذن الله باقية، وسلوا فصائل العراق وقادتها: كم منّوا أنفسهم بزوال الدولة، وكانوا أشد منهم قوة وأكثر جمعًا، {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}، [الروم: 9]، وكانوا أشد منهم قوة.
وأما أنتم يا جنود الدولة الإسلامية؛ فهنيئًا لكم هنيئًا، هنيئًا لكم هذا الفتح المبين، هنيئًا لكم هذا النصر العزيز، اليوم يُغاظ الكافرون غيظًا ما بعده غيظ، ولَيكاد كثيرون منهم يموتون غيظًا وكمدًا، اليوم يفرح المؤمنون بنصر الله فرحًا عظيمًا، اليوم يخنس المنافقون، ويخسأ الروافض والصحوات والمرتدّون، اليوم ترتعد فرائص الطواغيت في الشرق خوفًا ورعبًا، اليوم ترتعب أمم الكفر في الغرب هلعًا، اليوم تُنَكَّس رايات الشيطان وحزبه، اليوم تعلو راية التوحيد وأهله، اليوم يُعَزّ المسلمون!، اليوم يُعَزّ المسلمون!، فها هي خلافتكم عادت، وإن ذُلّت رقاب، ها هي خلافتكم عادت، وإن رغمت أنوف، ها هي خلافتكم عادت، نسأل الله تعالى أن يجعلها على منهاج النبوّة، ها هو الأمل تحقق، ها هو الحلم صار حقيقة، هنيئًا لكم؛ لقد قلتم فصدقتم، ووعدتم فوفّيتم.
يا جنود الدولة الإسلامية؛ إن مِن عظيم نعم الله تبارك وتعالى عليكم أن بلّغكم هذا اليوم، وأشهدكم هذا النصر، الذي ما أتاكم بعد فضل الله تبارك وتعالى: إلا على دماء وأشلاء الآلاف ممّن سبقكم مِن إخوانكم، مِن خيرة أهل الأرض، نحسبهم والله حسيبهم، ولا نزكّي على الله أحدًا، الذين حملوا هذه الراية وضحّوا تحتها بكل شيء، وجادوا بكل شيء حتى مهجهم؛ ليوصلوا لكم هذه الراية عزيزة وقد فعلوا، رحمهم الله وجزاهم عن الإسلام كل خير.
ألا فلتصونوا هذه الأمانة الثقيلة، ألا فلتحملوا هذه الراية بقوة، اسقوها بدمائكم، وارفعوها على أشلائكم، وموتوا تحتها، حتى تسلّموها إن شاء الله لعيسى بن مريم عليه السلام.
يا جنود الدولة الإسلامية؛ لقد أمرنا الله تبارك وتعالى بالجهاد، ووعدنا بالنصر، ولم يكلّفنا به، ولقد منّ الله تبارك وتعالى عليكم اليوم بهذا النصر؛ فأعلنّا الخلافة؛ امتثالاً لأمر الله تبارك وتعالى، أعلنّاها؛ لأننا بفضل الله ملكنا مقوّماتها، وبإذن الله قادرون عليها، فنمتثل أمر الله تبارك وتعالى، ونُعذَر إن شاء الله، ولا يهمنا بعد ذلك، حتى ولو بقيت يومًا واحدًا أو ساعة واحدة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
فإن أدامها الله تبارك وتعالى، وازدادت قوة: فبفضله وحده ومَنّه؛ فما النصر إلا مِن عنده، وإن زالت أو ضعفت: فاعلموا أنه مِن أنفسنا ومِن أيدينا، فَلَننافحنّ عنها إن شاء الله ما بقيت وما بقي واحد منا، ولَنعيدنّها إن شاء الله على منهاج النبوّة.


عجبتُ لِمَنْ لهُ قَدٌّ وَحَدُّ *** وَينبو نَبْوَةَ القَضِمِ الكَهَامِ
وَمَنْ يجدُ الطَّريقَ إلى المعالي *** فلا يذرُ المَطِيَّ بلا سَنامِ
وَلمْ أرَ في عيوبِ النَّاسِ شيئًا *** كنقصِ القادرينَ على التَّمامِ


يا جنود الدولة الإسلامية؛ إنكم مقبلون على ملاحم يشيب لها الولدان، وفتن وابتلاءات مختلفة الألوان، ومحن وزلازل، لا ينجو منها إلا مَن رحم الله، لا يثبت فيها إلا مَن شاء الله، وعلى رأس تلك الفتن: الدنيا، فحذار أن تنافسوها حذار!، وتذكروا عظم الأمانة التي باتت على عاتقكم؛ فقد أمسيتم حُماة بيضة الإسلام، وأصبحتم حرّاسها، ولن تصونوا تلك الأمانة إلا بتقوى الله في السر والعلن، ثم بالتضحيات والصبر وبذل الدماء.
وَمَنْ تكنِ العلياءُ همَّةَ نفسِهِ *** فكلُّ الَّذي يلقاهُ فيها محبَّبُ
ثمَّ اعلموا: أن مِن أعظم أسباب هذا النصر الذي مَنّ الله تبارك وتعالى به عليكم: تكاتفكم وعدم اختلافكم، وسمعكم وطاعتكم لأمرائكم، وصبركم عليهم، ألا فتذكروا هذا السبب، وحافظوا عليه، ائتلفوا ولا تختلفوا، تطاوعوا ولا تنازعوا، إياكم إياكم وشق الصف، ولْتتخطفنّ أحدكم الطير ولا يشق الصف أو يساهم في شقّه، ومَن أراد شق الصف: فافلقوا رأسه بالرصاص، وأخرجوا ما فيه، كائنًا مَن كان، ولا كرامة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ومَن بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه: فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه: فاضربوا عنق الآخر”، [رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن أطاعني: فقد أطاع الله، ومَن عصاني: فقد عصى الله، ومَن يطع الأمير: فقد أطاعني، ومَن يعصِ الأمير: فقد عصاني، وإنما الإمام جُنّة؛ يُقاتل مِن ورائه ويُتّقى به؛ فإن أمر بتقوى الله وعدل: فإن له بذلك أجرًا، وإن قال بغيره: فإن عليه منه”، [رواه البخاري].
ويا جنود الدولة الإسلامية؛ بقي أمر أنبّهكم إليه؛ فسيبحثون لكم عن مطاعن، وسيقولون لكم شبهًا؛ فإن قالوا لكم: “كيف تعلنون خلافة ولم تجمع عليكم الأمة؟؛ فلم تقبل بكم الفصائل والجماعات، والكتائب والألوية والسرايا والأحزاب، والفرق والفيالق والتجمّعات، والمجالس والهيئات والتنسيقيات والرابطات والائتلافات، والجيوش والجبهات والحركات والتنظيمات”؛ فقولوا لهم: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ}، [هود: 118، 119]، لم يُجمِعوا على أمر يومًا، ولن يجمعوا على أمر أبدًا إلا مَن رحم الله، ثم إن الدولة تجمع مَن أراد الاجتماع.
وإن قالوا لكم: “لقد افتأتّم عليهم!؛ فهلّا كنتم استشرتموهم فأعذرتموهم واستملتموهم؟”؛ فقولوا لهم: إن الأمر أعجل مِن ذلك؛ {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}، [طه: 84]، وقولوا لهم: مَن نشاور؟!، ولم يقرّوا أنها دولة، وقد أقرّت أمريكا وبريطانيا وفرنسا أنها دولة!، مَن نشاور؟!؛ أنشاور مَن خذلنا؟، أم نشاور مَن خاننا؟، أم نشاور مَن تبرّأ منا وحرّض علينا؟، أم نشاور مَن يعادينا؟، أم نشاور مَن يحاربنا؟، مَن نشاور؟، وعلى مَن افتأتنا؟!.


وَإنَّ الَّذي بيني وَبينَ أبي وَبينَ بني عمِّي: لَمختلِفٌ جدّا
وَليسوا إلى نصري حضورًا، وَإنْ هُمُ *** دعَوني إلى نصرٍ: أتيتهمْ شدّا


وإن قالوا لكم: “لا نقبل بكم”؛ فقولوا لهم: لقد قدرنا بفضل الله على إقامتها، فوجب علينا ذلك، فسارعنا امتثالاً لأمر الله تبارك وتعالى، {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، [الأحزاب: 36]، وقولوا لهم: لقد سكبنا لأجلها أنهارًا مِن دمائنا، نسقي غرسها، وأسسنا قواعدها مِن جماجمنا، وبنينا صرحها على أشلائنا، وصبرنا سنين على القتل والأسر والكسر والبتر، وتجرعنا المرار نحلم بهذا اليوم، أفنتأخر لحظة وقد بلغناها؟، وقولوا لهم:


أخذناها بحدِّ السَّيفِ قهرًا *** أعدناها مغالبةً وَغصبا
أقمناها وَقدْ رغمتْ أنوفٌ *** وَقدْ ضُرِبتْ رقابُ القومِ ضربا
بتفخيخٍ وَتفجيرٍ وَنسفٍ *** وَجُنْدٍ لا يرونَ الصَّعبَ صعبا
وَأُسْدٍ في المعامعِ ظامئينا *** وَقدْ شربوا دماءَ الكفرِ شربا
لقدْ عادتْ خلافتُنا يقينا *** وَدولتُنا بصرحٍ باتَ صَلْبا
وَقدْ شُفِيتْ صدورُ المؤمنينا *** وَقدْ مُلِئَتْ قلوبُ الكفرِ رعبا


وختامًا:

نهنئ المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك، نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعله شهر نصر وعز وتمكين للمسلمين، ويجعل أيامه ولياليه وبالاً على الروافض والصحوات والمرتدّين، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


****

للتحميل

pdf

http://www.gulfup.com/?3D7MKR

doc

http://www.gulfup.com/?cjThYj

.

.

ادعوا لإخوانكم المجاهدين

لا تنسونا من صالح دعائكم

 

أضف تعليق