[ حكم العاذر بالجهل ] للشيخ المجاهد / أبي بلال الحربي – حفظه الله –


[ حكم العاذر بالجهل ]

 

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ..

 

وبعد ..

 

فإن مسألة حكم العاذر بالجهل ، أصبحت هذه الأيام مثار جدل عريض بين أهل الإسلام، بل جعلها بعضهم الفيصل بين المسلم والكافر، وقد استطار شررها على أهل التوحيد ،فكُفِّروا لمخالفتهم لأهل الأهواء ، ولما استظليت بظل الجهاد، استهديت الله في هذه المسألة فهداني إلى قول أحسب أنه الحق وأبرأ من أي قول قبله ..

 

قال ابن القيم ( ولأهل الجهاد في هذا من الهداية والكشف ما ليس لأهل المجاهدة ولهذا قال الأوزاعي وابن المبارك : إذا اختلف الناس في شي فانظروا ما عليه أهل الثغور فإن الله يقول ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) ..مدارج السالكين ٥٠٦/١ 

 

أسأل الله أن يجعلني منهم ..

 

بدايةً : البحث في حكم العاذر بالجهل وليس في من وقع في الشرك الأكبر ، فالواقع في الشرك مشرك على كل حال سواءً كان عالماً أو جاهلاً وسواءً قامت عليه الحجة أو لم تقم .

 

ولكن بحثنا يقتصر على حكم العاذر بالجهل لمن وقع في الشرك من المنتسبين الى الإسلام .

 

فأقول مستعيناً بالله :

 

لأئمة الدعوة في حكم العاذر نقلان:

– أحدهما بتكفير العاذر بالجهل مباشرة من غير بيان .

– والآخر بعدم تكفير العاذر إلا بعد البيان .

 

وإليك بعض أقوالهم بتكفير العاذر قبل البيان :

قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب: ( وما أحسن ما قال واحد من البوادي لما قدم علينا وسمع شيئاً من الإسلام قال : أشهد أننا كفار وأن المطوع الذي يسمينا أهل إسلام أنه كافر ) .

 

قال الشيخ عبدالله وإبراهيم ابنا الشيخ عبداللطيف والشيخ بن سحمان: ( لا تصح إمامة من لا يكفر الجهمية والقبوريين أو يشك في كفرهم وهذه المسألة من أوضح الواضحات عند طلبة العلم وأهل الأثر وكذلك القبوريين لا يشك في كفرهم من شم رائحة الإيمان ) .

 

وقال بعض علماء نجد: ( من لم يكفر المشركين من الدولة التركية وعباد القبور كأهل مكة وغيرهم ممن عبد الصالحين وعدل عن توحيد الله إلى الشرك فهو كافر مثلهم … فإن الذي لا يكفر المشركين غير مصدق بالقرآن ) .

 

وهذه النقولات من أئمة الدعوة تدل على كفر العاذر بالجهل مباشرة من دون بيان !

 

ولكن يعكر صفو ما مضى أقوال أخرى لأئمة الدعوة تبين أن العاذر بالجهل لا يكفر إلا بعد البيان وإليك النقولات :

 

قال الإمام محمد بن عبدالوهاب:  ( إلى إخواني … ما ذكرتم من قول الشيخ كل من جحد كذا وكذا وقامت عليه الحجة وأنكم شاكون في هؤلاء الطواغيت وأتباعهم هل قامت عليهم الحجة فهذا من العجب كيف تشكون في هذا وقد أوضحته لكم مرارا ..) .

فتاوى الأئمة النجدية ٧٠/٣ 

 

فلم يكفر الشيخ طلابه وهم كانوا شاكين في كفر الطواغيت، فتأمل !؟

 

 وقال الشيخ سليمان بن عبدالله: (وأما قول السائل فإن كان ما يقدر من نفسه أن يتلفظ بكفرهم وسبهم ما حكمه ؟ فالجواب : لا يخلو ذلك عن أن يكون شاكا في كفرهم أو جاهلا به أو يقر بأنهم كفرة هم وأشباههم ولكن لا يقدر على مواجهتهم وتكفيرهم ، فإن كان شاكا في كفرهم أو جاهلا بكفرهم بينت له الأدلة من الكتاب والسنة على كفرهم فإن شك بعد ذلك أو تردد فإنه كافر بإجماع العلماء ) فتاوى الأئمة النجدية ٧٣/٣ 

 

وقال الشيخ محمد بن اللطيف: (من خصص بعض المواضع بعبادة أو اعتقد أن من وقف عندها سقط عنه الحج فإن كفره لا يستريب فيه من شم رائحة الإيمان ومن شك في كفره فلا بد من إقامة الحجة عليه وبيان أن هذا كفر وشرك، فإن أقيمت الحجة عليه وأصر فلا شك في كفره ) .

 

قال سليمان بن سحمان: ( في الذين قد قامت عليهم الحجة من القبوريين والجهمية ومن والاهم أو جادل عنهم بعدما تبين له كلام العلماء في تكفيرهم وتحقق أنه قد بلغتهم الحجة وقامت عليهم بإنكار أهل الإسلام عليهم وإن لم يفهموا الحجة ثم كابر وعاند فإن كان عن تأويل فلا أدري ما حاله وأمره شديد ووعيده أشد وعيد وإن كان غير ذلك فنعوذ بالله من الحور بعد الكور )

 

ويلاحظ مما سبق؛ أن أئمة الدعوة لهم نقل صريح بتكفير العاذر بالجهل مباشرة ، ولهم أيضا نقل صريح بعدم تكفير العاذر إلا بعد البيان وإقامة الحجة !

 

فماذا نفعل ؟

هل نتخير من أقوالهم ..!

أم نضرب أقوالهم ببعضها ..!

 

وكل هذا لا يصح .. بل الصحيح أن نحمل ما أطلقوه من كفر العاذر على ما قيدوه من إقامة الحجة لاتحاد السبب .

 

إذا وقوع العاذر في مكفر أمر مجمع عليه، وإنما الخلاف في التكفير قبل البيان أو بعده، وقد مر معنا أن الصواب في منهج أئمة الدعوة أن العاذر يكفر بعد إقامة الحجة .

 

هل تكفير العاذر مسألة ظاهرة أم خفية ؟

 

الظهور والخفاء يختلف بإختلاف الأزمان والأماكن والأحوال، 

روى ابن ماجة في سننه عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة وليسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى منه آية وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آبائنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها… وفي آخره … قال حذيفة: تنجيهم من النار )

 

قال ابن تيمية ( فلما طال الزمان خفي على كثير من الناس ما كان ظاهرا لهم ودق على كثير من الناس ما كان جليا فكثر من المتأخرين مخالفة الكتاب والسنة ما لم يكن مثل هذا في السلف وإن كانوا مع هذا مجتهدين معذورين يغفر الله لهم خطاياهم ويثيبهم على اجتهادهم ).

 

والمسألة الظاهرة هي التي يعرفها عوام المسلمين وخواصهم ، أما الخفية فهي التي لا يعرفها عوام المسلمين بل تختص بخواصهم .

 

فهل تكفير العاذر بالجهل لمن وقع في الشرك وهو ينتسب إلى الإسلام مسألة يعرفها عوام المسلمين أم أنها خاصة بخواصهم ؟

 

والناظر في هذه المسألة يجد أن من يعرفها هم قلة من الخواص، فكيف نجعلها ظاهرة وعوام المسلمين لا يعرفونها ، بل أكثر الخواص لا يعرفونها !

بل كيف نكفر المسلمين بمسألة لا يعرفها خواصهم فضلا عن عوامهم !

بل من يتكلم فيها من العلماء أكثرهم على مذهب الإرجاء !

 

ففي هذه المسألة من الخفاء على المسلمين ما لا يخفى، وفيها من الشبه ما قد سودت به الكتب ، فبعد هذا هل يقول من يعرف واقع الناس أنها مسألة ظاهرة !؟

والحق الذي لا مناص عنه أنها مسألة خفية قد حفت بالشبه ، ولابد من التفريق بين حكم العاذر بالجهل للكافر الأصلي كاليهود والنصارى ونحوهم فهذا مرتد لتكذيبه بصريح القرآن والسنة ولانها مسألة ظاهرة يعلمها العامة والخاصة .

 

أما العاذر بالجهل لمن وقع في الشرك الأكبر وهو منتسب إلى الإسلام، فقد لا يكون مكذبا بالقرآن والسنة ،بل مصدق بالقرآن والسنة ،ولكن إلتبس عليه الحكم بسبب بدع المرجئة، أو لشبهة ما منعته من تكفير العاذر بالجهل، فهذا لا يكفر إلا بعد إقامة الحجة وزوال الشبهة .

والدليل على ذلك ما ذكره الشيخ سليمان بن سحمان من إجماع أهل العلم على عدم تكفير العاذر بالجهل عند وجود شبهة .

 

(وكذلك ذكر ابن تيمية إجماع أهل العلم على عدم تكفير المرجئة )

 

ولا يخفى أن المرجئة لا يكفرون العاذر بالجهل فيما أعلم ، والله أعلم .

والخلاصة مما سبق :

 

* أن تكفير العاذر مسألة خفية حفت بها شبهات كثيرة .

* أن العاذر لمن وقع في الشرك من المنتسبين للإسلام لا يكفر إلا بعد قيام الحجة وزوال الشبهة .

* أن العاذر للكفار الأصليين كافر ولا يحتاج لإقامة حجة .

* أن وقوع العاذر في مكفر أمر مجمع عليه وهو كفر نوع ،وأما إنزاله على معين فلابد فيه من إقامة الحجة، وزوال الشبهة، لما قدمنا أنها مسألة خفية حُفت بها شبهات كثيرة .

 

والله الهادي إلى سواء السبيل ..

 

كتبه الفقير إلى ربه / أبو بلال الحربي

 ١٤٣٥/١٠/٢٧ هـ

٢٣ / ٨ / ٢٠١٤ م

 

3 responses to “[ حكم العاذر بالجهل ] للشيخ المجاهد / أبي بلال الحربي – حفظه الله –

  1. البدعة في أندونيسيا

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

    الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
    وَبعدُ:

    فسمعتُ من بعض الطلبة أن في بلاد أندونيسيا انتشرت بدعة معهد تربية النساء باسم السنة التي أسسها الأستاذ جعفر عمر طالب الأندونيسي هداه الله وتابعه تلميذه أبو حازم محسن الأندونيسي، فلهذا نقلتُ كلام الشيخ أبي أحمد محمد بن اللمبوري رحمه الله من كتابه العلم، وهو رد علمي عليهم.

    وقال الشيخ رحمه الله:
    مَعْهَدُ تَرْبِيَةِ النِّسَاءِ حَرْثٌ لِأَهْلِ الْأَهْوَاءِ

    قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} [القصص: 23].

    وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].

    وَقَالَ تَعَالَى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33].

    وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59].

    وَقَالَ تَعَالَى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31].

    قَالَ ابْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ: “الْإِحْسَانُ لِلْبَنَاتِ وَنَحْوِهِنَّ بِتَرْبِيَتِهِنَّ التَّرْبِيَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَتَعْلِيْمِهِنَّ وَتَنْشَئَتِهِنَّ عَلَى الْحَقِّ وَالْحِرْصِ عَلَى عِفَّتِهِنَّ وَبُعْدِهِنَّ عَنْ مَا حَرَّمَ اللهُ مِنَ التَّبُرُّجِ وَغَيْرِهِ”.

    عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ». [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].
    وَلِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيْثِ أَبِيْ سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فَتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيْلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ».

    قَالَ عَبْدُ اللهِ السُّلَيْمَانُ بْنُ حُمَيْدٍ رَحِمَهُ اللهُ: “وَإِنِّي أَنْصَحُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ لَا يَدْخُلُ ابْنَتَهُ أَوْ أُخْتَهُ فِيْ هَذِهِ الْمَدَارِسِ الَّتِي ظَاهِرُهَا الرَّحْمَةُ، وَبَاطِنُهَا الْبَلَاءُ وَالْفِتْنَةُ، وَنِهَايَتُهَا السُّفُوْرُ وَالْفُجُوْرُ، وَسُقُوْطُ الْأَخْلَاقِ وَالْفَضِيْلَةُ”.

    عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبَلُ فِيْ صُوْرَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِيْ صُوْرَةِ شَيْطَانٍ فَإِذَا أَبْصَرُ أَحَدُكُمُ امْرَأَةَ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِيْ نَفْسِهِ». [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
    قَالَ الْعُلَمَاءُ: “لَا يَجُوْزُ لِلْفَتَاةِ الدِّرَاسَةُ الْمُخْتَلِطَةُ، وَلَا فِي الْمَدْرَسَةِ غَيْرَ مُخْتَلِطَةٍ يَتَوَلَّى التَّدْرِيْسَ فِيْهَا رِجَالٌ لِمَا يَفْضِي إِلَيْهِ ذَلِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ وَالْعَوَاقِبِ غَيْرَ الْحَمِيْدَةِ”.

    عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عُرْيَةِ الرَّجُلِ وَلاَ الْمَرْأَةُ إِلَى عُرْيَةِ الْمَرْأَةِ وَلاَ يُفْضِى الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِى ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَلاَ تُفْضِى الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِى ثَوْبٍ». [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

    قَالَ الْعُلَمَاءُ: “لاَ يَجُوْزُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى الْأَجَانِبِ بِشَهْوَةٍ وَلاَ بِغَيْرِ شَهْوَةٍ أَصْلاً”.

    عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَزَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا هَتَكَتْ سِتْرَ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَبِّهَا». [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُوْ دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَه].
    وَلِأَحْمَدَ وَأَبِي دَاوُدَ: «مَا مِنِ امْرَأَةٍ تَخْلَعُ ثِيَابَهَا فِى غَيْرِ بَيْتِهَا إِلاَّ هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى».

    قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ الْحَرَّانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: “وَقَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَأْمُرُ الْعُزَّابَ أَنْ لَا تَسْكُنَ بَيْنَ الْمُتَأَهِّلِينَ، وَأَنْ لَا يَسْكُنَ الْمُتَأَهِّلُ بَيْنَ الْعُزَّابِ”.

    عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: “لَوْ أَدْرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسَاجِدَ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ”. [رَوَاهُ الشَّيْخَانِ].

    قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: “وَالْمَرْأَةُ مَنْهِيَّةٌ عَنِ الْاِخْتِلاَطِ بِالرِّجَالِ، مَأْمُوْرَةٌ بِلُزُوْمِ الْمَنْزِلِ”.

    عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ». [رَوَاهُ الشَّيْخَانِ].

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَيْسَ مَعَهَا حُرْمَةٌ». [رَوَاهُ الشَّيْخَانِ].

    عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ وَلَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الْحَجَّ فَقَالَ: «اخْرُجْ مَعَهَا». [رَوَاهُ الشَّيْخَانِ].

    عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ وَيَمْكُثُ هُوَ فِي مَقَامِهِ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ قَالَ: “نَرَى وَاللهُ أَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ لِكَيْ يَنْصَرِفَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ”. [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].

    عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ». [رَوَاهُ الشَّيْخَانِ].

    عَنْ أَبِي سَلاَمَةَ الْحَبِيْبِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى حِيَاضًا عَلَيْهَا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَتَوَضَّؤُوْنَ جَمِيْعًا فَضَرَبَهُمْ بِالدّرَةِ ثُمَّ قَالَ لِصَاحِبِ الْحَوْضِ: “اجْعَلْ لِلرِّجَالِ حِيَاضًا وَلِلنِّسَاءِ حِيَاضًا”. [رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ].

    قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: “وَإِنَّ اجْتِمَاعَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ لَبِدْعَةٌ”.

    قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: “وَلاَ رَيْبَ أَنَّ تَمْكِيْنَ النِّسَاءِ مِنَ اخْتِلاَطِهِنَّ بِالرِّجَالِ أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُوْلِ الْعُقُوْبَاتِ الْعَامَّةِ كَمَا أَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُوْرِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ وَاخْتِلاَطِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا”.

    قَالَ ابْنُ رَجَبٍ الْحَنْبَلِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: “وَالْمَحْمُودُ مِنْ الْغِيْرَةِ صَوْنُ الْمَرْأَةِ عَنْ اخْتِلاطِهَا بِالرِّجَالِ”.

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ». [رَوَاهُ الشَّيْخَانِ].

  2. صيانة السني

    من كلام أبي أحمد محمد بن سليم اللمبوري الأندونيسي

    قال أبو أحمد محمد بن سليم اللمبوري الأندونيسي رحمة الله عليه: إني سني سلفي، ولن يضيعني الله سبحانه وتعالى أبدا.

    وقال رحمة الله عليه: إن النجاة بعد مصيبة الحياة.

    قال رحمه الله: لا يكون العمل مقبولا إلا بثلاثة شروط:
    1. الإسلام.
    2. الإخلاص.
    3. اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وقال رحمه الله: من عمل بلا إسلام ولا نية ولا اتباع سنة فباطل عمله.

    وقال رحمة الله عليه: شريعة الإسلام تشمل على شيئين: علم وعمل، ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر.

    وقال رحمة الله عليه: التمسك بالكتاب والسنة هو أصل النجاة والسعادة والكرامة في الدنيا والآخرة.

    وقال رحمه الله تعالى: القرآن كله عظة وذكرى ونور وهدى للمتقين.

    وقال رحمه الله: المسلمون ينقسمون إلى قسمين:
    1. أهل السنة والجماعة.
    2. أهل الفرقة والبدعة.

    وقال رحمه الله: الواجب أن يفرق بين أهل السنة والجماعة وبين أهل الفرقة والبدعة، فإن أهل السنة والجماعة هم أهل الحق.

    وقال رحمة الله عليه: الحجة عند التنازع كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة فيجب الرجوع إليها.

    وقال رحمه الله: فمن اقتفى أثر السلف الصالح وسار على منهجهم فهو سلفي.

    وقال رحمة الله عليه: من طلب السنة وسار على منهج أهل السنة فهو سني.

    وقال رحمه الله: الاقتداء بالسلف الصالح والاتباع لطريقتهم هو طريق النجاة.

    وقال رحمه الله تعالى: كل من اقتفى أثر السلف الصالح فهو سلفي، وله الفضل والسبق الذي لا يلحقه فيه أحد من هذه الأمة.

    وقال رحمة الله عليه: كل من خالف القرآن والسنة فمحجوج بهما، والنجاة في اتباعهما والضلال فيما خالفهما.

    وقال رحمه الله تعالى: الأخذ بظاهر الأدلة التي لا تقتضي إلى التأويلات من القرآن والسنة نجاة والأخذ بأقاويل العلماء التي خالفت الأدلة هلكة.

    وقال رحمه الله: السلفي من تمسك بما كان عليه السلف واجتنب ما أحدثه الخلف.

    وقال رحمه الله: إذا رأيت الرجل يحب السلف الصالح ويقرأ كتبهم فارج خيره.

    وقال رحمه الله: كان هشام بن عبد الله اللمبوري ثبتا صدوقا سنيا، وكان شديدا على أصحاب فرقة الوحدة الإسلامية.

    وقال رحمة الله عليه: وأعظم فتنة ابتلي بها المسلم الأخذ والنظر إلى قول محمد بن عبد الله الإمام لا جزاه الله خيرا أن الرافضة مسلمون، وأن دينه ودين الرافضة واحد وعدوه وعدو الرافضة واحد… قاتل الله الرافضة.

    وقال رحمة الله عليه: لا تقوم السنة إلا بالتربية والتصفية.

    وقال رحمه الله: ليس شيئ أثقل على المرجئة من سماع الأحاديث والأقاويل في بيان على أن من ترك الصلاة كفر.

    قال رحمه الله: البعد عن كتب المرجئة هو الطريق إلى العمل بالسنة والمخرج من الفتنة والسيئة.

    وقال رحمة الله عليه: فإن جرح ربيع المدخلي على الشيخ الحجوري ومشايخ السنة مردود، ولو لقبه أتباعه بإمام الجرح والتعديل فإنه قد خالف الحق، فليس لديه سعي إلا في هدم العمل بالسنة، فرأيه في الإيمان دال على ذلك، نسأل الله السلامة والعافية.

    وقال رحمه الله: كلما قويت دعوة المرجئة قويت الفتنة والسيئة.

    وقال رحمة الله عليه: إياكم والكبر، فإن الكبر من علامات أهل الأوثان وليس من صفات أهل الإيمان.

    وقال رحمه الله: فكل حزبية مضلة في الدين أساسها الظلم والكذب والكبر.

    وقال رحمه الله: الحق منصور، والباطل مكسور.

    وقال رحمه الله: فمن طلب العلم ليحيى به السنة فهو من أنصار السنة.

    وقال رحمه الله تعالى: الطريق الموصل إلى الجنة طلب العلم ومداومة العمل بالعلم.

    وقال رحمة الله عليه: المؤمن إذا كانت نيته صحيحة لله تعالى أصلح الله تعالى ظاهره للناس”.

    وقال رحمه الله تعالى: أفضل الزمان هي ليالي العشر الآخرة من رمضان لأن فيها ليلة القدر، وأيام العشر الأول من ذي الحجة.

    وقال رحمه الله تعالى: وأفضل المكان هي المسجد الحرام، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وبيت المقدس.

    وقال رحمه الله تعالى: فمن تمسك بمنهج السلف الصالح فإني معه، ومن خالفه فإني مفارق له وأنا مع منهج السلف الصالح، ولا أرضى أن ينسبني أحد لغير منهج السلف الصالح.

    وقال رحمه الله تعالى: احذر الشيطان على علمك من أن يفسده بالآراء، واحذره على استقامتك من أن يفسدها بالنساء، واحذره على عبادتك من أن يفسدها بالرياء، واحذره على عبوديتك من أن يفسدها بالكبرياء، واحذره على عملك من أن يفسده بالأهواء.

    ترجمة محمد بن سليم اللمبوري رحمه الله

    هو أبو أحمد محمد بن سليم اللمبوري الأندونيسي المعروف بالخضر.

    ولد بلمبورو 25/1/1985 م.

    تلقى مختلف الفنون عن مشايخ أهل السنة والجماعة، منهم:

    1. أخوه: الأستاذ الأديب أبو العباس حرمين بن سليم اللمبوري الأندونيسي رحمه الله (ت 1434 ه).

    2. الشيخ الحافظ أبو حفص عمر العراقي رحمه الله (ت 1433 ه).

    3. الشيخ النحوي أبو عبد الرزاق رياض بن محمد الردفاني رحمه الله (ت 1431 ه).

    4. الشيخ الفقيه أبو البشير محمد بن علي الزعكري الحجوري رحمه الله (ت 1431 ه).

    5. الشيخ المحدث أبو حاتم سعيد بن دعاس المشوشي اليافعي رحمه الله (ت 1433 ه).

    6. الشيخ الأديب أبو عبد الله كمال بن ثابت العدني رحمه الله (ت 1435 ه).

    7. الشيخ المجاهد أبو أسامة عادل السياغي رحمه الله (ت 1432 ه).

    8. الشيخ المحدث أبو عبد الله مأمون الضالعي رحمه الله (ت 1435 ه).

    مؤلفاته:
    1. كتاب العلم.
    2. شرح التوحيد.
    3. شرح الأدلة.
    4. شرح الأحاديث.
    5. مجموعة رسائل.

  3. السلام عليكم
    اخي العزيز
    هناك في الاونة الاخير من كتب في الطعن في نسب امير المؤمين من حيث الاختلاف بين اسماء الجدود في البو بدري من جهة وجدود امير المؤمنين وصبحي بن جاسم من جهة اخرى (عيد وسعيد) وارفق لك رابط فيه الشبهة كاملة وجزاك الله خير http://justpaste.it/Mohreka

    عمر

أضف تعليق